أنت قارئ

Publié le par httpslam


"نعم نعم.. قضينا في المدينة تسعة أيام كاملة!"
"رائع. أنت محظوظة حقا. إذن فقد شاهدت كل المآثر هناك"
ظهرت الحسرة و المرارة في نبرة صوتها. "لا لا.. كنت سجينة البيت. عندما أحاول الخروج و التجول أرى علامات في الدروب. لكنني لا أستطيع قراءتها.. فأعود لغرفتي مرة أخرى.."

خيم جو من الصمت على المكان. أغالب دموعي و أحول اتجاه الموضوع.

أيا ما كان الموضوع، فإننا نعرج في آخر المطاف على نفس النقطة. تشعر بالعجز، و أشعر بالشفقة. يا لها من نعمة لا أنتبه إليها!!

---

كان يجتز العشب. قسمات وجهه القوية تحمل من التعب الكثير. عيناه الغائرتان ميتتان.. لكنه يحكي لي.
"كانت زيارتي الأولي لتلك المدينة. كنت سعيدا بهذه الفرصة لاكتشاف هذه المدينة الكبيرة.
مباشرة بعد نزولي من المحطة وقفت. أدرت عيني بين أسماء المحلات و عناوين الشوارع، لكنني لم أفهم شيئا. أحسست بالعجز.
ليتني بقيت في مدينتي. أو ليتني اصطحبت شخصا ليقرأ لي.."

أنظر إليه. كان يبدو من قبل قويا، لكنه الآن عاجز. يغبطني -كما يقول- لأنني أقرأ.

---

أقرأ!!

نعم أيها القارئ العزيز. أنا أقرأ، و أنت كذلك!

هل أحسست يوما بحجم هذه النعمة؟

هل تخيلت نفسك أميا؟

لو كنت كذلك لعجزت عن قضاء الكثير من حوائجك. و الأخطر من ذلك، لكنت تعاني في أوقات فراغك من الوحدة القاتلة. حتى الحوار مع النفس لا يوجد، اللهم إلا حوار الصم..

فيا أيها القراء! هلموا معي نشكر ربنا على هذه النعمة الغالية. فإنه لم يعطنا إياها إلا لنسخرها في ما يرضيه

الحمد لله رب العالمين!
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article